مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
يبحث هذا المقال الموسوم بـ "البنية الدرامية لمسرحيّة "أنتغون" وتحولاتها بين النموذج الأرسطي والملحمي البريشتي" في الفوارق الجوهرية بين البنية التراجيدية الكلاسيكية كما صاغها أرسطو، والبنية الملحمية كما أعاد بريشت تشكيلها عبر قراءته لمسرحية سوفوكل. ويبرز المقال كيف يتحوّل النص من معالجة صراع أخلاقي-ديني في سياقه الإغريقي الأصلي إلى أداة نقدية سياسية واجتماعية في القراءة البريشتية، حيث يعيد الكاتب توظيف الأحداث لإضاءة قضايا السلطة والحرب. كما يوضّح التحوّلات الشكلية التي تنقل البنية من نسق أرسطي مغلق يقوم على الضرورة والانسجام، إلى بنية ملحمية مفتوحة تقوم على اللوحات المستقلة والتغريب وإحداث المسافة النقدية. ويتناول المقال اختلاف بناء الشخصية بين المنظورين، من الشخصية المتسقة المؤدية إلى التطهير عند أرسطو، إلى الشخصية المتعدّدة الدوافع التي تكشف التناقضات الاجتماعية عند بريشت. وبهذا يكشف المقال كيف تتحوّل "أنتغون" من فضاء للانفعال القدري إلى فضاء للتحليل والتفكير، في انتقال يعكس تحوّلًا عميقًا في فهم الإنسان والعالم بين التراجيديا الكلاسيكية والمسرح الملحمي الحديث.